أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 24 مارس 2023م بعنوان : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط، بتاريخ 2 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 24 مارس 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

 

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 مارس 2023م ، بعنوان : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

الحمدُ للهِ الذى إذَا وعدَ وفَّى، وإذا توعَّدَ صفحَ وعفَا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علَى كلِّ شيءٍ قديرٍ، القائلُ في كتابهِ العزيزِ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (183) سورة البقرة، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ ((إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ)) وفي روايةٍ (صالحَ الأخلاقِ) اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ على سيدِنَا مُحمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

أمَّا بعدُ

فها نحنُ نعيشُ على مشارفِ الشهرِ الفضيلِ شهرِ رمضانَ المبارك، فهو شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ مِن النارِ، شهرٌ لطالَمَا كانتْ نفوسُنَا تتوقُ إليهِ، وقلوبُنَا وأرواحُنَا يتشوقانِ لصيامهِ وقيامهِ، وإدراكِ نفحاتهِ وبركاتهِ، نسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يجعلَنَا مِن أهلِ رحمتهِ ومغفرتهِ في رمضانَ.

* أيُّها المسلمون: لقد فرضَ اللهُ الصومَ علينَا كعبادةٍ نتعبدُ ونتقربُ بهَا إلى اللهِ أولًا، وكذلك ليكونَ للصومِ أثرٌ ينعكسُ على أخلاقِنَا ومعاملتِنَا مع الأخرين، ولذلك وردتْ نصوصٌ كثيرةٌ في القرآنِ الكريمِ والسنةِ تؤكدُ كلَّ هذه المعانِي، قالَ تعالَى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

ويبيِّنُ لنَا النبيُّ ﷺ أنَّهُ ليستْ العبرةُ في الصيامِ بامتناعِ الإنسانِ عن الطعامِ والشرابِ والشهواتِ فقط، فعندَ البخاريِّ مِن حديثِ أبى هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قالَ النبيُّ ﷺ ((مَن لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأنْ يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ))

وقالَ أيضًا ((ليس الصيامُ مِن الأكلِ والشربِ، إنَّما الصيامُ مِن اللَّغوِ والرفَثِ، فإنْ سابَّكَ أحدٌ أو جهِلَ عليكَ فقلْ: إنِّي صائمٌ، إنِّي صائمٌ لا تُسابِّ وأنتَ صائمٌ، وفي رواية: فإنْ سابَّكَ أحدٌ فقلْ: إنِّي صائمٌ، وإنْ كنتَ قائمًا فاجْلِسْ)).

وفي روايةٍ لابنِ خُزَيمةَ أيضًا: “لا تَسابَّ وأنتَ صائِمٌ”، أي: لا تَتَسابَّ واحفَظْ لِسانَك عن السِّباب، وقال أيضًا (ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ).

وقال أيضًا ((لا تُسابَّ وأنتَ صائمٌ، فإنْ سَبَّكَ إنسانٌ، فقلْ: إنِّي صائمٌ)).

وينسبُ لجابرِ بنِ عبدِ اللهِ، وقِيلَ لغيرهِ ((إذا صمتَ فليصُمْ سمعُكَ وبصرُكَ ولسانُكَ عن الكذبِ، ودعْ عنكَ أذَى الخادمِ، وليكنْ عليكَ سكينةٌ ووقارٌ، ولا تجعلْ يومَ صومِكَ، ويومَ فطرِكَ سواء))

تابع / خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

* فليستْ العبرةُ بالامتناعِ عن الطعامِ والشرابِ والشهواتِ فقط، وإنَّما الصومُ أنْ تصومَ جوارحُكَ عن كلِّ ما يغضبُ الله، وأنْ تكونَ جوارحُكَ وفقَ ما أرادَ اللهُ، ولابُدَّ وأنْ يظهرَ أثرُ الصيامِ عليكَ في نطقِكَ وسمعِكَ وبصرِكَ وجميعِ أحوالِكَ وفى جودِكَ ووقوفِكَ بجوارِ المحتاجينَ وأنْ تكونَ رجلًا معطاءً بعيدَ كلِّ البعدِ عن الأنانيةِ والأثرةِ وحبِّ الذاتِ.

ومِمَّا ينسبُ لابنِ عطيةَ الاندلسِي:

إذا لم يكنْ في السمعِ منِّي تصاونٌ                  وفي بصرِي غضٌّ وفي منطقِي صمتٌ

فحظّي إذنْ مِن صومِي الجوعُ والظما                وإنْ قلتُ إنِّي صمتُ يومًا فمَا صمتُ

*  أيُّها المسلون اعلمُوا أنَّ هناكَ ارتباطًا وثيقًا بينَ العباداتِ عمومًا والأخلاقِ، والصيامُ كأحدِ هذه العباداتِ لهُ تأثيرٌ في أخلاقياتِ الصائمِ، وإن لم يؤثرْ الصومُ في أخلاقياتِ الصائمِ وفى سلوكهِ في الحياةِ، فلن ينفعَهُ صومُهُ، ولو صامَ الدهرَ كلَّهُ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

  كأنِّي بالحبيبِ مُحمدٍ ﷺ وقد ذكرَ الصحابةُ لهُ امرأةً سيئةَ الخُلقِ كثيرةَ العبادةِ، انظرُوا ماذا قالَ النبيُّ ﷺ كما في الحديثِ عن أبِى هريرةَ ((قالَ رجلٌ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةً يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِهَا وصَدقَتِهَا وصيامِهَا، غيرَ أنَّهَا تُؤذِي جيرانَها بِلِسانِهَا؟ قال: هيَ في النَّارِ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةً يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِهَا وصَدقَتِهَا وصَلاتِهَا، وإنَّهَا تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذِي جيرانَهَا بِلسانِهَا؟ قال: هيَ في الجنَّةِ.))

  أيُّها الأحبابُ، وأيُّ قيمةٍ للأخلاقِ أعظمُ  وأفضلُ مِن أنْ يقولَ الحبيبُ مُحمدٌ ﷺ ((أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنهُم خلقًا..»، رواه الترمذي وقال حسن صحيح، فأكملُ المؤمنينَ إيمانًا ليسَ أكثرهُم صلاةً ولا صيامًا ولا زكاةً ولا حجًّا وإنّما خصَّ الحبيبُ مُحمدٌ ﷺ حسنَ الخلقِ، بلْ أيُّ فضلٍ وأيُّ مكانةِ ارتقتْ إليهِ الأخلاقُ في الإسلامِ بعدَ قولهِ ﷺ (( إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ و في روايةٍ ( صالحَ ) الأخلاق)) وبالفعلِ غرسَ النبيُّ ﷺ في الأمةِ بذورَ القيمِ والرقىِّ ومكارمِ الأخلاقِ، وماذا تقولُ بعدَ قولِ اللهِ فيهِ ((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عظيم)) سورة القلم.

أيُّها المسلون: إنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى حينَ فرضَ علينَا الصيامَ، لم يردْ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى أنْ يشقَّ علينَا، أو يشددَ علينَا، بل العكسُ تمامًا كمَا قالَ سبحانَهُ في سياقِ آياتِ الصيامِ ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) اعلمُوا أمةَ رسولِ اللهِ أنَّ اللهَ يريدُ بكُم الخيرَ ويريدُ لكُم الرقىَّ في أخلاقِكِم، ما أرادَ أنْ يشقَّ عليكُم بمنعِ الطعامِ والشرابِ والشهواتِ عنكم، وإلَّا فاللهُ سبحانَهُ وتعالى غنىٌّ عنَّا وعن سائرِ عباداتِنَا وإنَّما نفعُ العباداتِ يعودُ علينَا في الدنيا قبلَ الآخرةِ.

تابع / خطبة الجمعة القادمة : الصوم ومكارم الأخلاق ، للشيخ خالد القط

الخطبةُ الثانيةُ

أيُّها المسلمون: إنَّ العباداتِ في الإسلامِ ليستْ مفروضةً لذاتِهَا وإنَّمَا هناكَ أبعادٌ أُخرى وراءَ هذه التشريعاتِ، والصيامُ أحدُ هذه المصادرِ والمنابعِ التي تمدُّ وتنمِّى في المسلمِ الأخلاقَ والقيمَ والفضائلَ.

فإذا وجدتَ الصومَ قد غيَّرَ فيكَ شيئًا فاستبشرْ خيرًا، وإنْ لم تجدْ ثمرةً للصومِ تشعرُ بهَا فاعلمْ أنَّك قد ضللتَ الطريقَ فقفْ وراجعْ نفسَكَ وعدْ إلى رشدِكَ وصوابِكَ.

* للأسفِ الشديدِ بعضُ الناسِ يعللُ ويبررُ سوءَ وضيقَ خلقهِ أثناءَ شهرِ رمضانَ بالصيامِ، فهو في الحقيقةِ افتراءٌ وادعاءٌ باطلٌ في حقِّ هذه الفريضةِ العظيمةِ ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)) (5) سورة الكهف.

وفى النهايةِ أريدُ أنْ أُبشرَ كلَّ صائمٍ حسنَ الخلقِ ببشرَى رسولِ اللهِ ﷺ حينَ قال ((ألَا أُخبركُم بمَن يحرمُ على النَّارِ، وبمَن تحرمُ النَّارُ عليهِ؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريبٍ سهلٍ))

اللهُمَّ كما أحسنتَ خلقنَا فحسنْ أخلاقَنَا، وتقبلَ اللهُ منَّا ومنكُم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمالِ

كتبه الشيخ / خالد القط

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »